العالم أجمع شاهد تعثر الرئيس بايدن على سلم الطائرة لعدة مرات، فغربت الأقاويل وشرقت تهكما، قد يكون رأس التهكم إظهار نشاط شبابي لرجل اقترب من تجاوز الثمانين عاما، وما زال راغبا في إظهار حيوية الشباب.
ذلك السقوط لم يمر مرور الكرام، فقدم البيت الأبيض تفسيرا لوقوع الرئيس مرتين، ونهوضه في الثالثة، معللين أن الرياح السريعة أدت لذلك، نافين أن تكون قدمه المكسورة هي السبب أو أن كسر قدمه قد تضرر، بعد انزلاقه -في أيام سابقة- أثناء اللعب مع كلبه ميجور.
والتعليل، والتهكم أمران لهما مسبباتهما لدى الإدارة الأمريكية، وكذلك لدى الناس، فأمريكا تخشى من ربط تعثر بايدن في سياسته الخارجية قبل الداخلية، ولذلك خرج أطباء يؤكدون الملاءة الصحية للرئيس، وكل ما قيل من قبل البيت الأبيض عَبَرَ أسماع العالم من غير أن يزيحهم عما يشاهدون من تخبط لبايدن، تخبطا ظاهرا من أجل تحقيق وعوده الانتخابية.
ولأن العالم يرمق من نافذة واسعة كل فعل أو قول يتحدث به الرئيس، فلا تزال نوايا بايدن متعثرة مثل تعثر قدميه على سلم الطائرة، الآن هو في كبينة رئاسة أمريكا، وبدأ التحليق، والذي يعنينا نحن كبلد تعتبر نفسها -ويحق لها- حجر الزاوية في المنطقة، وإن لامسنا الارتياب من كون الرئيس أظهر نوايا صريحة ومبطنة ضد بلادنا، وكنت قد كتبت -في فوز بايدن- بأن كرسى الحكم سوف يفقّهه بأن السعودية خط أحمر في الاستراتيجية الأمريكية، وجل الناس تعلم أن التصاريح الانتخابية ما هي إلا تزلف للوصول إلى الحكم حتى إن تم تنفيذ جزء منها، فسرعان ما تظهر المصالح الوطنية، فتتم إعادة صياغة عقلية الرئيس بما يحقق المصلحة العامة لبلده.
وأجدني أؤكد أن بايدن لا يستطيع بتاتا المساس بالسعودية، وكما نثر الديمقراطيون في عهودهم السابق، وكذلك الجمهوريون، مقولات عن السعودية حتى إذا جد الجد تراجعوا جميعهم.
وأجد في تساهل بايدن مع الحوثيين، ورفع الغطاء عنهم كونهم جماعة إرهابية كان تسرعا من رئيس أراد تأكيد وعوده الانتخابية، تلك الوعود التي بدأت بالتهريج من خلال تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل جمال خاشقجي.
والملمح الراهن، ومع انفلات جماعة الحوثي واستهداف الآمنين المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة، تنبُه الإدارة الأمريكية لخطورة رفع الغطاء عن جماعة إرهابية، فسارعت الخارجية الأمريكية تطالب الحوثيين بوقف هجماتهم على السعودية.
والسعودية لا تكفيها تلك المسارعة ما لم تستوعب أمريكا المخاطر الفعلية على مصادر الطاقة عالميا. والاعتداء على المدنيين وكذلك مصادر الطاقة يعد عملا تخريبيا وإرهابيا ليست له علاقة بالحرب الدائرة، خاصة أن المملكة تقف مع الشرعية وبطلب من دولة اليمن، ويضاف لذلك أن المملكة ومن أول سنة للحرب أعلنت رغبتها في الحل السلمي بما يحمي ويضمن للشعب اليمني الاستقرار لها ولجارتها السعودية.
والأهم الآن ألا تتعثر خطوات بايدن السياسية معنا، فالخيارات للمملكة عديدة، وقوة السعودية صامدة وفي نمو مطّرد بالأمريكان أو دونهم.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com
ذلك السقوط لم يمر مرور الكرام، فقدم البيت الأبيض تفسيرا لوقوع الرئيس مرتين، ونهوضه في الثالثة، معللين أن الرياح السريعة أدت لذلك، نافين أن تكون قدمه المكسورة هي السبب أو أن كسر قدمه قد تضرر، بعد انزلاقه -في أيام سابقة- أثناء اللعب مع كلبه ميجور.
والتعليل، والتهكم أمران لهما مسبباتهما لدى الإدارة الأمريكية، وكذلك لدى الناس، فأمريكا تخشى من ربط تعثر بايدن في سياسته الخارجية قبل الداخلية، ولذلك خرج أطباء يؤكدون الملاءة الصحية للرئيس، وكل ما قيل من قبل البيت الأبيض عَبَرَ أسماع العالم من غير أن يزيحهم عما يشاهدون من تخبط لبايدن، تخبطا ظاهرا من أجل تحقيق وعوده الانتخابية.
ولأن العالم يرمق من نافذة واسعة كل فعل أو قول يتحدث به الرئيس، فلا تزال نوايا بايدن متعثرة مثل تعثر قدميه على سلم الطائرة، الآن هو في كبينة رئاسة أمريكا، وبدأ التحليق، والذي يعنينا نحن كبلد تعتبر نفسها -ويحق لها- حجر الزاوية في المنطقة، وإن لامسنا الارتياب من كون الرئيس أظهر نوايا صريحة ومبطنة ضد بلادنا، وكنت قد كتبت -في فوز بايدن- بأن كرسى الحكم سوف يفقّهه بأن السعودية خط أحمر في الاستراتيجية الأمريكية، وجل الناس تعلم أن التصاريح الانتخابية ما هي إلا تزلف للوصول إلى الحكم حتى إن تم تنفيذ جزء منها، فسرعان ما تظهر المصالح الوطنية، فتتم إعادة صياغة عقلية الرئيس بما يحقق المصلحة العامة لبلده.
وأجدني أؤكد أن بايدن لا يستطيع بتاتا المساس بالسعودية، وكما نثر الديمقراطيون في عهودهم السابق، وكذلك الجمهوريون، مقولات عن السعودية حتى إذا جد الجد تراجعوا جميعهم.
وأجد في تساهل بايدن مع الحوثيين، ورفع الغطاء عنهم كونهم جماعة إرهابية كان تسرعا من رئيس أراد تأكيد وعوده الانتخابية، تلك الوعود التي بدأت بالتهريج من خلال تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل جمال خاشقجي.
والملمح الراهن، ومع انفلات جماعة الحوثي واستهداف الآمنين المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة، تنبُه الإدارة الأمريكية لخطورة رفع الغطاء عن جماعة إرهابية، فسارعت الخارجية الأمريكية تطالب الحوثيين بوقف هجماتهم على السعودية.
والسعودية لا تكفيها تلك المسارعة ما لم تستوعب أمريكا المخاطر الفعلية على مصادر الطاقة عالميا. والاعتداء على المدنيين وكذلك مصادر الطاقة يعد عملا تخريبيا وإرهابيا ليست له علاقة بالحرب الدائرة، خاصة أن المملكة تقف مع الشرعية وبطلب من دولة اليمن، ويضاف لذلك أن المملكة ومن أول سنة للحرب أعلنت رغبتها في الحل السلمي بما يحمي ويضمن للشعب اليمني الاستقرار لها ولجارتها السعودية.
والأهم الآن ألا تتعثر خطوات بايدن السياسية معنا، فالخيارات للمملكة عديدة، وقوة السعودية صامدة وفي نمو مطّرد بالأمريكان أو دونهم.
كاتب سعودي
abdookhal2@yahoo.com